ابو حسين المدير العام
عدد الرسائل : 453 تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: أسرار انتشار الإسلام مع اشتداد الهجمات عليه الثلاثاء أغسطس 07, 2012 10:04 pm | |
|
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلِّه، وكفى بالله شهيداً، وأشهد ألاَّ إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وسلَّم تسليماً مزيداً إلى يوم الدين أمَّا بعد: فنقف في الاستهلال عند هذه العبارات النورانية الصادقة: "...وكما أن الله نهى نبيه أن يصيبه حزن أو ضيق على من لم يدخل في الإسلام في أول الأمر فكذلك في آخره، فالمؤمن منهي أن يحزن عليهم وأن يكون في ضيق من مكرهم، وكثير من الناس إذا رأى المنكر أو تغير كثير من أحوال الإسلام؛ جزع وكلَّ وناح كما ينوح أهل المصائب، وهو منهي عن هذا، بل هو مأمور بالصبر والتوكل والثبات على دين الإسلام". هكذا يخبرنا الإمام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-(1) حينما تدلهم بالمسلمين المدلهمات، وتأتيهم المصائب المتتابعات، فإنَّ علامة صدقهم والتزامهم أوامر الدين الحنيف، أن يتمسَّكوا بحبل الله المتين، ويرتبطوا بعقيدته وثوابته. لقد كان من سنَّة خير المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بث جوانب الفأل الحسن في الناس حينما تصيبهم مصائب ومآسٍ تثير لبَّهم، وتزيدهم حزناً وضيقاً على حالهم، وهو ما وقع للمؤمنين في غزوة الأحزاب، حيث كان وضع المسلمين فيها لا يطاق من اللأواء والأهوال العظام التي أحاطت بهم، حتَّى وصفها رب العزَّة والجلال بقوله: { إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا. هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً} [سورة الأحزاب: 10-11]. في هذه اللحظات الحرجة والمصائب التي تجمعت على المسلمين إذا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يبشرهم بسقوط حكم كسرى وقيصر، وعندما اعترضتهم صخرة لم يستطيعوا كسرها أثناء حفرهم للخندق رضي الله عنهم وأرضاهم جاء الصحابة واشتكوا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فأخذ المعول وقال: بسم الله، فضرب ضربة فكسر ثلثها، وقال: الله أكبر، وكان عندما يضرب الحجر يقول: « الله أكبر! أُعْطِيتُ مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر» الساعة ثم يضرب الثانية ويقول: «الله أكبر! أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصور المدائن»، ثم يضرب الثالثة فيقول: «الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء بمكاني هذه الساعة»(2). أمام هذه الصورة الرائعة من المظهر القيادي الذي تولاَّه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، نستشعر قوَّة تصرفه عليه الصلاة والسلام في إدارة الأزمات حيث قلب المحنة إلى منحة، وأظهر الأمل داخل الألم، وبشَّر المسلمين بفتح مبين على الرُّغم من الصعاب التي تواجههم. وها نحن أهل الإسلام في هذا الزمان نجد معاول الكفر تحاول أن تجتثَّ هذا الدين من قلوب الناس، باستخدام جميع أنواع القوَّة الناعمة والصلبة، والمادية والعسكرية والمعنوية، لمحاولة تحجيم انتشار الإسلام ومعاقبة من اعتنقوه بجحيم الحروب والقلاقل، ومحاولة ردِّهم عن هذا الدين، وغزوهم فكرياً وثقافياً، ومع هذا كلِّه نجد شيئاً غريباً وملمحاً عجيباً يكمن في تلك السرعة الفائقة في انتشار الإسلام في كثير من نواحي المعمورة، بدرجة لا تخطر على بال أحد، مع أنَّ الحالة التي يعيشها المسلمون في هذا الزمن، من أسوأ الحالات التي مرت بهم ضعفاً وضياعاً واضطراباً واحتلالاً لكثير من بلاد الإسلام. إنَّني أتحدث عن ذلك؛ لعدة اعتبارات ساقتني بشكل خاص للبحث والدراسة في هذا الموضوع منذ شهور عدَّيدة، خاصَّة ونحن نلاحظ غياب هذه الأخبار الرائعة عند كثير من وسائلنا الإعلاميَّة، فهي مشغولة ببث الأخبار المأساوية التي تثير الهم ولواعج الحزن في القلب، أو بذكر الأخبار التافهة. بل صار كثير من الناس يقولون: إنَّ هذا الدين ينحسر وإنَّ الأمَّة المسلمة لن تقوم لها قائمة إلاَّ بقدرة محضة من عند الله تعالى، وأمَّا البشر فقد باتت جهودهم لا تقوى على إصلاح الصعوبات التي يعايشونها. لهذا كله أزمعت الرأي، وشمَّرت عن ساعد الجد، وآليت على نفسي أن أكتب شيئاً يثير بين المسلمين روح التفاؤل، وحياة السعادة، وبهجة القلوب، وانشراح الصدر في ظل الصعوبات التي تواجه المسلمين، حيث يمكن أن نُسميها كذلك: (مُبشِّرات في عالم مأساوي). حقائق وأرقام عن انتشار الإسلام: أثناء التطواف على بعض المراكز المعنيَّة بالإحصاءات، وجمع المعلومات المختصة بانتشار الدين الإسلامي، نجد أنَّنا أمام حالة تدعونا إلى الطمأنينة بأنَّ هذا الدين المنزَّل من عند رب العالمين سبحانه وتعالى محفوظ لن يناله الضياع، ولن يقلَّ أنصاره أو يختفي أتباعه. ففي إحصائيَّة لدى الأمم المتحدة تقول: إنَّ نسبة النمو السنوي للمسلمين في العالم (6,4%)، بينما نسبة النمو السنوي للنصارى (1%)، وهذا دليل كبير على أنَّ دين الإسلام في انتشار وليس في اندثار كما يقوله المحبطون اليائسون. في زمننا هذا يوجد أكثر من 4200 نِحلَة ومِلَّة في العالم! وتدل الإحصاءات على أن الدين الإسلامي هو الأسرع انتشاراً بين جميع المُعتقدات في العالم! ففي عام 1999 بلغ عدد المسلمين في العالم 1200 مليون مسلم(3). كما أنَّ الإسلام ينتشر اليوم في جميع قارات العالم، فقد بلغ عدد المسلمين في عام 1997 في القارات الست ما يلي: ـ في آسيا 780 مليوناً. ـ وفي إفريقيا 308 ملايين.. ـ وفي أوروبا 32 مليوناً. ـ وفي أمريكا 7 ملايين. ـ وفي أستراليا 385 ألفاً (4). إنَّ من يقرأ هذه الاستطلاعات والإحصاءات سيدرك لا محالة أنَّ دين الإسلام -بفضل الله تعالى- ثمَّ بسبب بعض الجهود الدعويَّة المخلصة، التي تسهم في نشر هذا الدين، يتزايد أهله، يدخل الناس فيه أفراداً وأفواجاً. ولقد أصبح الدين الإسلامي هو الديانة الثانية في أسبانيا وفرنسا وبريطانيا. وإحصاءات أخرى تقول: بأنَّ 20 ألف أمريكي يدخلون الإسلام سنويًّا، و23 ألف أوروبي يدخلون الإسلام كذلك في كل سنة، وأنَّ 25 ألف بريطاني يعتنقون الإسلام كل عام، كما يقول رئيس المركز الإسلامي هنالك. وفي الصين وحدها يوجد أكثر من 25 ألف مسجد، بل تتحدث الإحصاءات عن وجود أكثر من 25 ألف مسجد في أوروبا مع إقبال شديد من المسلمين عليها، وضعف شديد من إقبال النصارى على كنائسهم، حتَّى وصل الحال بإحدى الكنائس في دولة أوروبيَّة إلى أن تجري مسابقة على سحب للسيارات لكي تجتذب الناس إلى الصلاة فيها؛ لقلَّة روَّاد الكنائس!! ونجد في ذلك شهادات صريحة بعد تقصِّيات ذكرتها صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية في مارس 2008 بأنَّ عدد المقبلين على المساجد في بريطانيا يفوق مرتادي الكنائس في كل من إنجلترا وويلز. وحذَّرت تلك الصحيفة من أنه إذا استمرت هذه الميول فإن مرتادي الكنائس لحضور صلوات الأحد سيتراجع إلى 678 ألف مصل بحلول عام 2020، ومع هذا العام سيرتفع عدد المسلمين الذين يرتادون المساجد لأداء صلاة الجمعة إلى 683 ألفاً. وفي ألمانيا يتزايد المسلمون كذلك، بحسب صحيفة "دي فيلت" الألمانية اليومية، وهناك معلومات مؤكدة بوجود خطط لبناء 120 مسجداً إضافياً فيها، فيما أشارت آخر الإحصاءات إلى أنَّ تعداد المسلمين في ألمانيا يتزايد، وقالت مجلة "دير شبيجل" الألمانية في تقرير لها -استنادا إلى دراسة أجراها مركز المحفوظات الاسلامية بمدينة سويست-: إنه ما بين يوليو 2004 و يونيو 2005 تحول ما يقرب من أربعة آلاف مواطن ألماني إلى الإسلام أي ما يعادل أربع مرات زيادة عن عام 2003م (5). وذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية -استناداً إلى بحث أجراه المعهد المركزي للأرشيف الإسلامي- أن عدد المساجد ذات المآذن والقباب ارتفعت في ألمانيا منذ عام 2004 من 141 إلى 159 مسجداً بالإضافة إلى 128 مسجداً تحت الإنشاء. ومن ناحية أخرى.. توقعت دراسة أجراها "بنك دريسدن" تراجع أعداد الكنائس في ألمانيا خلال السنوات المقبلة حيث من المنتظر وقف القداسات الدينية في 96 كنيسة من إجمالي 350 كنيسة بـ"أبرشية ايسن" وحدها والاستفادة من مباني الكنائس في أغراض أخرى، وذلك بسبب تراجع أعداد رواد الكنائس وانخفاض عائدات "ضريبة الكنيسة". وتتحدث الإحصاءات عن أنَّ ثلث الشعب الهولندي سيصبح مسلماً بعد مرور عشرة أعوام كما تحدَّثت بذلك بعض الدراسات المستقبليَّة. وتتحدث الأخبار أنَّ (50) ألف فرنسي أسلموا في داخل فرنسا في عام 2004 م حتَّى سمي ذلك العام بعام الإسلام في فرنسا، وفي مُقابل ذلك نجد أنَّ 7% فقط هم ممَّن يعتنون بالمداومة على الذهاب لممارسة طقوسهم في الكنائس الفرنسيَّة. والأشد إثارة أنَّ تلك الدول تجد نفسها كذلك أمام ظاهرة (إسلام القساوسة) فهي تتزايد وخصوصاً في أوروبا وأمريكا سنة بعد أخرى. وفي مصر نجد أنَّ الأقباط التابعين للديانة النصرانية يدخل منهم في دين الإسلام ما بين 6000 ـ 7000 سنوياً، ولهذا يكشف "ماكس ميشيل"، الشهير بـ"الأنبا مكسيموس" أن ما يقرب من 80 إلى 200 قبطي يعتنقون الإسلام يوميًا، محذرًا من تدهور أوضاع الكنيسة القبطية. بل أماط مكسيموس اللثام عن اجتماع لجنة كنسية برئاسة "الأنبا باخميوس" مطران محافظة البحيرة شمالي القاهرة، وحضور "الأنبا موسى" أسقف الشباب، والأنبا "أنسطانس"، وأسقف المعادي "الأنبا دانيال"؛ لبحث الإقبال الكبير من نصارى مصر للدخول في الإسلام. ونقل مكسيموس عن اللجنة قولها: إن عدد اللذين يُشهرون إسلامهم يوميًا من أقباط مصر يتراوح بين 80 إلى 200 شخص، وأضاف: أن هذه اللجنة التي عرفت باسم لجنة "باخميوس" اعترفت بأن عدد الذين يعتنقون الإسلام سنويًا في مصر في المتوسط يقرب من 50 ألف مسيحي، وهذا ما يعطينا بداهة السبب الحقيقي لحرب الكنائس المصرية على المسلمات والمسلمين، وحبس المسلمات في أديرتهم، فكَّ الله أسرهنَّ أمثال: (وفاء قسطنطين، كاميليا شحاتة). وقد أكَّدت دراسة أعدتها وزارة الداخلية الفرنسية: أنَّ 3600 شخص يعتنقون الإسلام سنوياً، وأن المسلمين الفرنسيين أكثر التزاماً، وتندر الجريمة في أوساطهم وتشير الإحصاءات أن فرنسا تضم 2300 مسجد و7 ملايين مسلم ليصبح الإسلام الدين الثاني بعد المسيحية بفرنسا. بل هناك توقعات بأن المسلمين سيمثِّلون ربع سكان فرنسا بحلول عام 2025 بينما تشير تلك التوقعات إلى أنهم سيمثلون 20% من سكان أوروبا عام 2050م، و هنالك إحصاءات أخرى ترى أنَّه في عام 2040م سيكون المسلمون هم الأكثريَّة السكانية في أوروبا. وعودة إلى فرنسا فقد ذكرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية أن كتاب "الأربعين النووية" وهو كتاب للإمام النووي رحمه الله يجمع بعض الأحاديث النبويَّة، ينتشر في فرنسا ومعه ترجمة باللغة الفرنسية، حتَّى حقَّق مبيعات عالية جداً في المكتبات الفرنسية بسبب اهتمام الفرنسيين من مسلمين وغير مسلمين بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.(6). وأكدت دراسة حديثة أن عدد المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية تجاوز ستة ملايين مسلم ليصبح الإسلام أحد أكبر الديانات الخمس بالولايات المتحدة الأمريكية. وتتحدث الأخبار أنَّ مناهج تدريس الدين الإسلامي باتت تنتشر رويداً رويداً، حتَّى إن(حزب الخضر) في ولاية هيسن غرب ألمانيا، أبدى تأييده لخطط الحكومة الجديدة بالولاية الرامية لتدريس مادة الدين الإسلامي بمدارس الولاية. وذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن هذا القرار جاء بعد مشاورات بين 15 ممثلا عن الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات و14 ممثلاً عن المنظمات الإسلامية. وحتَّى في السويد أصبح الإسلام يدرَّس في المدارس الحكوميَّة؛ فقد أعلن تقرير أعده المركز الإسلامي في العاصمة السويدية استوكهولم أن الإسلام أصبح يحتل المرتبة الثانية في السويد بعد الدين المسيحي وهو ما حدا بالحكومة السويدية إلى الاعتراف به وتدريسه في المدارس الحكومية هناك جنباً إلى جنب مع الديانة المسيحية وهناك مساع حثيثة لترسيخ فكرة إنشاء كليات ومعاهد خاصة بالدراسات الإسلامية في السويد. وأكدت الدراسة، بحسب مجلة " عقيدتي" أن الإسلام ينتشر بشكل مثير للدهشة في أوساط الشعب السويدي رغم غياب الدعاية الكافية له حيث أشارت الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد المسلمين في تزايد مستمر ليقدَّر عددهم في السويد اليوم بأكثر من 120 ألف نسمة. لأجل ذلك نرى ونلاحظ ونشاهد تلك الحالة العارمة في أوروبا لمضايقة الإسلام، والاستهزاء بالدين وثوابته ورجالاته، بل المطالبة بخروج المسلمين من تلك البلاد، فالمضايقات لم تأت نتيجة عفويَّة أو طفرة جينيَّة -كما يقال- ولكنَّها رواسب ترسَّبت في عقول الحاقدين والحانقين على هذا الدين حينما يرونه ينتشر ويزداد أنصاره، مع الضعف السياسي والاقتصادي لعموم الدول الإسلاميَّة. وصدق الشيخ محمد الغزالي في قوله:" لأننا نستيقظ فإنهم يضربون فلو كنا أمواتاً ما شعر بنا أحد". وحتَّى نفهم الهجمة الشرسة على الإسلام، والمناداة بحقوق الأقليات الدينية الموجودة في البلاد الإسلامية، كمناداة الإدارة الأمريكيَّة وغيرها بضرورة الحفاظ على حقوق الأقليَّة النصرانيَّة القبطية في مصر -على سبيل المثال- لأنَّهم يسمعون ويلاحظون كثرة من يترك دينه من أولئك الأقباط ويدخل في دين الإسلام من الرهبان والراهبات وعموم الأقباط المصريين، وهذا ما يفسِّر سرَّ انتفاضتهم ومحاولتهم الدؤوبة لوضع سياج وحصانة لأولئك الأقباط، وزرع بذور الفتنة و الاقتتال بينهم وبين المسلمين؛ لكي يتوهم أولئك الأقباط وغيرهم من الأقليات بأنَّهم مستهدفون من قِبَلِ المسلمين!! وانتقالاً لشق آخر نجد أنَّ الكثير من كبار الغربيين، يعترفون بأنَّ الشريعة الإسلاميَّة عظيمة القدر، وأنَّ في تطبيقاتها الكثير من الحلول للجرائم والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية، فالدكتور روان وليامز كبير أساقفة كنيسة كانتربري دعا إلى تطبيق بعض جوانب الشريعة الإسلامية في بريطانيا. معتبراً أنه أمر لا يمكن تجنبه قائلاً في حديث له مع إذاعة "بي بي سي" في فبراير 2008: "إن تطبيق الشريعة الإسلامية أمر لا مفر منه لتماسك المجتمع البريطاني"، وتعرض بسبب ذلك لانتقادات حادة داخل المجتمع البريطاني وفي عدد من البلدان الأوروبية. والحال نفسه نجده لدى كبير القضاة في إنكلترا وويلز ودفاعه عن الشريعة الإسلامية، وأكَّد أن مبادئها يمكن أن تلعب دوراً في بعض جوانب النظام القضائي، وهي تصريحات اعتبرتها محكمة الصلح الإسلامية في المملكة المتحدة (خطوة إيجابية). ووفقاً لتصريحات رئيس لجنة إشهار الإسلام بمشيخة الأزهر الشريف فإن هناك أكثر من مليون ومائتي ألف أجنبي أشهروا إسلامهم خلال الأعوام العشرة الأخيرة طبقا لإحصائية أصدرها الأزهر الشريف مؤخرا مشيراً إلى أن الغالبية العظمى من المسلمين الجدد -الذين أشهروا إسلامهم مؤخراً- هم من أوروبا وتحديدا أوروبا الشرقية وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المركز الثاني ثم أمريكا الجنوبية ثم دول شرق آسيا ثم إفريقيا. وهذا يعطينا صورة حقيقيَّة واقعيَّة تدل على انتشار الإسلام في أنحاء المعمورة بسلم وسلام، ودون جهاد، ويأتي هذا في ظل أوضاع صعبة وسيئة يحياها المسلمون، ومع هذا كلِّه فالالتفاف حول الدين الإسلامي والدخول فيه بأعداد هائلة واقع في قلب أكثر الدول حرباً على الإسلام وعلى رأسها أمريكا والاتحاد الأوروبي! لقد جمعت في هذه الدراسة المقتضبة عدداً من الإحصاءات، والقصص، والأدلَّة، في ظل ما نشهده اليوم من حالة بؤس وتيئيس من بعض المسلمين، فضلاً عن إحباط بعضهم ورؤيتهم بأنَّ دين الإسلام قد قلَّ أنصاره، وكثر محاربوه، وأنَّ العيش في زمننا هذا مع التمسك بالإسلام وأحكامه قد صار من الصعوبة بمكان! فإذا كان ما ذكرناه من انتشار الدين الإسلامي شيئًا قد اعترف به غير المسلمين في قلب الدول المحاربة للإسلام، فإنَّ هذا الأمر يجب أن يعزِّز لدينا مبدأ الاعتزاز بهذا الدين والمفاخرة به لجميع الأمم والإسهام في نشره، لأننا نرى أنه ينتشر بنا أو بغيرنا، فليكن لنا نصيب إذن في شرف نشره راجين أن نكون كمن قال له الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: « لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم» (7)، وأمَّا اليأس والقنوط فإنَّه لا يصنع شيئاً سوى الهم والغم والأمراض النفسيَّة. إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ *** وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ وأوطنت المكارهُ واستقرت *** وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ ولم ترَ لانكشاف الضرِّ وجهاً *** ولا أغنى بحيلته الأريبُ أتاكَ على قنوطٍ منك غوثٌ *** يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ وكلُّ الحادثاتِ إذا تناهتْ *** فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرْيَبُ | |
|
ابو حسين المدير العام
عدد الرسائل : 453 تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: أسرار انتشار الإسلام مع اشتداد الهجمات عليه الثلاثاء أغسطس 07, 2012 10:05 pm | |
|
أخبر عليه الصلاة والسلام أنَّ هذا الدين سينتشر في جميع أنحاء الأرض، فقد روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إن الله زوى لي الأرض -أي ضمها وجمعها- فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها» ...
لقد تكفَّل الله تعالى بحفظ دينه فقال عزَّ من قائل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]، وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33]، وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدا} [الفتح: 28]. وقد أخبر عليه الصلاة والسلام أنَّ هذا الدين سينتشر في جميع أنحاء الأرض، فقد روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إن الله زوى لي الأرض -أي ضمها وجمعها- فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها» (1). وجاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًا يعز الله به الإسلام وأهله، وذلاً يذل الله به الكفر» (2). وكان تميم الداري يقول: عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ولقد أصاب من كان منهم كافراً الذل والصغار والجزية. وبشَّر النبي صلى الله عليه وسلم أمَّته بالنصر والتمكين فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «بشر هذه الأمة بالسناء والنصر والرفعة في الدين والتمكين» (3(. ولو أردنا أن نتتبع الأسباب الحقيقيَّة لانتشار هذا الدين رغم ما يُحيط بأهله من دوائر السوء والشر والخطر والضرر، لرأينا أن خلاصتها وأعلاها وأَوْلاها بالتقديم هو هذا القدَر الإلهي، المتمثل في حفظ الله تعالى لهذا الدين وإرادته له الانتشار والبقاء. ولعلَّ من الحوادث ذات الدلالات العميقة في ذلك واقعة ذكرتها صحيفة تايمز البريطانية من أنَّ قسًّا متقاعدًا أحرق نفسه في دَيْرِه بألمانيا احتجاجًا على انتشار الإسلام وعجز الكنيسة البروتستانتية عن احتوائه، وذكرت الصحيفة أن القس (رولاند ويزلبرغ) صب علبة من البنزين على رأسه وأضرم النار فيها وذلك في (دير أوغيستين) في مدينة (أيرفيرت)، التي قضى فيها (مارتن لوثر كينغ) ست سنوات راهبًاً في بداية القرن الـسادس عشر، ونقلت الصحيفة عن (ألفريدي بغريتش) رئيس كنيسة (أيرفرت) قوله: إن أرملة (ويزيلبرغ) أخبرته أن زوجها انتحر بسبب ذعره من انتشار الإسلام وموقف الكنيسة من تلك القضية (4(. وهذه القصًّة تجلِّي لنا بوضوح سبب الذعر والخوف الشديد من انتشار الإسلام، ولدوافع -في الأعم الأغلب- ذاتيَّة لما يشاهدونه من عظمة هذا الدين، ولعلَّ من نافلة القول بعد ما سبق أن نشير إلى بعض أسباب انتشار الإسلام، فمن هذه الأسباب: (1) أنَّ الإسلام هو الدين الحق وليس فيه تعقيد ولا غموض. من المعلوم أنَّ الحق عليه علائم واضحة، وأنوار برَّاقة تظهر منه، وتنتج عنه، فهو كما قيل:
فهذا الحق ليس به خفاء *** فدعني من بنيَّات الطريق ولو أردنا أن ننظر في ذلك من ناحية معاصرة، لاستدللنا بخير مثال يؤيد ما ذكرناه حيث ذكرت الكثير من وسائل الإعلام، وعلى رأسها شبكة المحاربون اليوم (Veterans Today) قصة ذلك الجندي الذي أعلن إسلامه بعد أن نطق الشهادتين في مسجد (كيمبل ستريت) بولاية نيويورك الأمريكية بعد عام من دراسة الإسلام مع أحد أئمته. وقد كان هذا الجندي ضمن الدفعة الأولى التي أرسلت إلى أفغانستان عام 2001م، وبعدها بـ 15 شهرًاً كان ضمن أولى كتائب المارينز إلى العراق، وقد ذهب لكي يحارب الإسلام، حيث تحدَّث عن نفسه بأنَّ هذه الرحلة الشاقة والأليمة إنما ساقه الله من خلالها إلى الهداية، فقال "أرسلوني إلى الأراضي البعيدة لمحاربة المسلمين.. ثم أصبحت واحدًا منهم" ثمَّ صرَّح الجندي الأمريكي (مايك): "لقد أفهمني الإمام أن الإسلام ليس مجرد طقوس أؤديها.. إنه منهج حياة، يرشدني في كل أموري ليصبح كل شيء عبادة" (5). ونتوقف لنتأمل فيما قاله ضابط أمريكي آخر أشهر إسلامه، وهو يبكي متسائلاً عن ذَنْبِ والديه بعد أن ماتا دون أن يعلما شيئًاً عن الإسلام؟!! وفي تقارير عديدة صدرت من خبراء وراصدين للظاهرة، أثار انتباههم انتشار الإسلام بسرعة بين الأمريكيين من أصل إفريقي، الذين لم يردعهم التضييق المتزايد الذي يتعرض له المسلمون في الولايات المتحدة منذ هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، ويشرح أولئك سبب إسلامهم بقولهم: "إن ما يجذبهم هو التعود على النظام والطاعة الذي تمثله الصلاة وتأكيد الإسلام على الخضوع لله وتعاطف الدين مع المقهورين" (6). وعند قراءة شيء من أسباب دخول المنصِّرين إلى الإسلام مثلاً، يعزو المبشرون المسيحيون انتشار الإسلام في غرب إفريقيا والسنغال والكاميرون وساحل العاج إلى أسباب، منها بساطة تعاليمه وخلوها من التصورات الغامضة المعقدة أو التي يحكم العقل باستحالتها. وقد صدر كتاب في عام 2005م بعنوان: (الإسلام والأمريكي الأسود: نظرة تجاه الإحياء الثالث) لمؤلفه: (شرمان جاكسون)، ذكر فيه أنَّ المسلمين السود اعتنقوا الإسلام لأنَّهم يريدون ثقافة يشعرون فيها بالملكيَّة والسيطرة، وأنَّهم يلحظون أنَّ دين الإسلام وسط وسيط في جميع التعاملات الحياتية والاقتصاديَّة. وهذا ما كان محفِّزًاً كذلك لـ: (علي رمضان) أحد سلاطين مناطق تشاد الذي أسلم، وحينما سئل عن سبب إسلامه قال: "وجدت حلاوة الإسلام ولا أحد يشك في أنه دين المساواة والعدالة، لا فرق بين أحد وآخر ولا بين غني وفقير إلا بالتقوى كل يتوجه لله وكلهم عبيد لله. وهذا يعطينا دلالة قوية على أن هذا الدين ينتشر بغير جهد أبنائه أو حالتهم، وإنما هو ينتشر بقوة أخرى، هي قوة الله عز وجل الذي أنزله لعباده وأراد له البقاء، فلا يضره بعد ذلك أن تعاديه الدنيا كلها، فلن يضره هذا، لأن الله ناصره لا محالة، والواقع خير برهان ودليل". (2) التناقضات في العقائد الأخرى: إنَّ أتباع تلك الديانات يشعرون بشك في دينهم، وخلل في معتقدهم ممَّا يسوقهم ويجرُّهم بل يجذبهم كالمغناطيس للتعرف على الإسلام والدخول فيه. بسؤال امرأة ألمانية عن كيفية دخولها إلى الإسلام، تقول (سيتلانا) 24 سنة: "منذ أن كان عمري 13 عامًا، كان هناك تساؤل يتبادر إلى ذهني من حين إلى آخر: ما هو الإسلام؟ ومن هو محمد؟ ولماذا نكره نحن المسيحيين الإسلام والنبي محمدًاً؟ سألت والديها عن الإسلام وكان الرد قاسيًاً ثم طالباها بالتوقف عن طرح مثل هذه التساؤلات وإلا سيكون العقاب شديدًاً، تقول: كنت لا أصدق أن الله هو المسيح كما تقول ديانتي المسيحية وعندما جئت إلى ألمانيا مع أسرتي الروسية أصبح لي زملاء وأصدقاء مسلمون من جنسيات مختلفة وجدت في تعاملهم ومعرفتهم دفئًاً وحنينًاً لم أجده عند الألمان، فأردت أن أتعرف أكثر على هذا الدين وعن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقضيت سنوات أبحث ولا أعرف كيف تكون البداية في البحث، وذهبت إلى البابا في الكنيسة وسألته عن الإسلام فلم أجد في ردوده وإجاباته غير كرهه للإسلام والمسلمين، وأنه دين عنف وإرهاب، وقضيت سنوات عديدة.. أريد أن أعرف، ولكن لا أعرف كيف؟!! وشاء الله أن أتعرف إلى شاب تركي مسلم، وأن تنشأ قصة حب بيننا، كما تعرفتُ على أفراد أسرته الذين رحبوا بي وأحبوني كثيرًا، وأحاطوني بعطف ورعاية، واعتبروني فرداً منهم، وكنت دائماً أطرح أسئلة عديدة على هذا الشاب، عن الإسلام وعن الله والرسول، ولكني لم أجد أي إجابة عنده، لأنه هو نفسه لا يعرف شيئًا عن الإسلام غير أنه وُلِدَ مسلمًاً فقط. ولكنَّها بعد بحث وتقصٍّ قرَّرت الدخول في الإسلام حينما قرأت وشاهدت النور الساطع في آياته القرآنيَّة وعظم الدعوة التي يبشِّر بها، وصدق الله تعالى إذ قال: {فَمَن يُرِدِ اللَّـهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام: 125]. لأجل ذلك يتحدث (ايتين دينيه) عن مدى مواءمة الدين الإسلامي لفطرة الإنسان السوي حيث يقول: "لا يتمرد الإسلام على الطبيعة التي لا تُغْلَب، وإنما هو يساير قوانينها ويزامل أزمانها، بخلاف ما تفعل الكنيسة من مغالطة الطبيعة ومصادمتها في كثير من شؤون الحياة مثل ذلك الغرض الذي تفرضه على أبنائها الذين يتخذون الرهبنة، فهم لا يتزوجون وإنما يعيشون غرباء". (3) الدافع الذاتي للتعرف على هذا الدين. ولهذا نجد الدكتور "عبد الرحمن حمود السميط" رئيس لجنة مسلمي إفريقيا يقول بصراحة: "إنه برغم عدم وجود خطط مدروسة لنشر الإسلام في القارة الإفريقية، فإن الإسلام ينتشر بالدفع الذاتي، مؤكدًا على أن المستقبل للإسلام في هذه القارة". ومن يستمع إلى الشريط الجميل الذي صدر له قبل عدَّة سنوات بعنوان: (رحلتي إلى أفريقيا) في حوار الإعلامي فهد السنيدي معه يجد عجبًا عجابًا في إقبال الكثيرين من الأفارقة على الإسلام دون وجود إغراءات تدعوهم إلى ذلك. وفي الدول الأوروبيَّة نجد دفعًاً عجيبًاً وتلقائيًاً لمحاولة التعرف من السويديين على دين الإسلام، ومن ثمَّ إعلان الكثير منهم دخولهم في الإسلام طواعيَّة، فخلال مؤتمر صحفي بالمعهد السويدي بالإسكندرية وفي ضربة موجعة للمناهضين للإسلام أعلن وفد شباب السويد المسلم اعتناق 15 ألف مواطن سويدي تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا الدين الإسلامي بعد أزمة الرسوم المسيئة للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-!! وتشير تقارير موثقة إلى أنَّ عدد المسلمين في السويد يبلغ الآن حوالي 120 ألف مسلم والملاحظ أن الإسلام ينتشر برغم غياب الدعاية الكافية له وبشكل خاص بين النساء من الجامعيات بشكل خاص. ومن خير الشواهد على انتشار هذا الدين العظيم، ما يشعر به القساوسة بالأثر البالغ والكبير الذي يدفع الغربيين للدخول في الإسلام، ما اعتبره د. حقار محمد أحمد عضو مجلس الحوار مع الكنائس والباحث المتخصص في شؤون الفاتيكان وتاريخه تحذير (جورج جاينزفاين) السكرتير الخاص لبابا الفاتيكان مما وصفه "بأسلمة الغرب"، ودعوته لمقاومة القيم الإسلامية باعتبارها خطرًا على الهوية الأوربية تأتي على خلفية الانتشار السريع للإسلام لدى النخب والقواعد الشعبية في أوربا. وقال أحمد في حديث خاص لموقع (إسلام أون لاين): "هذه التصريحات جاءت نتيجة تزايد الإقبال على الإسلام في أوساط النخبة من المجتمع الأوربي، وهي الفئة المؤثرة في الأوساط الثقافية الأوربية، بالإضافة لتضاعف عامة الناس الذين يسلمون بعد 11 سبتمبر إلى ثلاثة أضعاف في كثير من الدول كفرنسا". ومن شواهد ذلك، ما طالعتنا به وسائل الإعلام عن قصَّة ذلك الضابط الأمريكي الذي كان يقوم بحراسة مستشفى مدينة الطب بضاحية الكرخ في بغداد، وبعد محاولات تلقائيَّة منه للتعرف على الإسلام، أعلن النطق بالشهادتين. ونحن لا ننسى كذلك قصَّة كثير من الحروب التي شنَّها أعداء الدين ومنهم التتار الذين دخلوا بلاد الإسلام لإبادة أهلها، وبعد مدة وجيزة وجدنا كثيرًا منهم يدخلون في الإسلام ويصبحون من أشدِّ أنصاره. وهذا ما يعطي جميع المسلمين حالة الشعور بروح العزَّة والمناعة لهذا الدين، وأنَّ هنالك شيئًاً خفياً يأسر ألباب أكثر الناس حينما يعرفون دين الإسلام على حقيقته. (4) المفعول العكسي لحملات الافتراء على الإسلام: إنَّ كل الإساءات السابقة والحالية وربما اللاحقة لمقدساتنا ورموزنا الدينية، لهي دليل على قوة الإسلام المتنامية بالغرب وتأثيره المباشر في حياة الملايين بأوربا، فهنالك إحصاءات حديثة صادرة في عام 2008م أكَّدت أن محاولات تشويه صورة الإسلام والمسلمين وبِناءِ صورة سيئة لكل ما يتصل بالإسلام باءت بالفشل وأن الإسلام مازال ينتشر في أوربا وأمريكا، وكما قال الله تعالى: { لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } [النور: 11]. فكثير من الناس يدفعهم حب الفضول والاستطلاع بعد ما يقال وينشر في الإساءة للمسلمين، فيطالعون المصحف الكريم وبعض الأحاديث النبوية، وما هي إلاَّ أيام أو أسابيع أو شهور حتَّى ينطق الواحد منهم بشهادة الإسلام: أشهد ألاَّ إله إلاَّ الله وأشهد أنَّ محمداً رسول الله. هذا مع ضعف قادة كثير من الدول الإسلاميَّة وخيانة البعض منهم لدينه، وعدم اعتبار الدين هو المثل الأعلى الذي يجب الدفاع عنه والذود عن حياضه، ومع جميع ذلك ينتقم الله تعالى لرسوله محمد من الذين سخروا منه وطعنوا في رسالته، وكان في قولهم ذاك دعوة لكثير من قطاعات المجتمعات الغربيَّة للبحث والتمحيص، الأمر الذي ينتهي غالبًا بالدخول في الإسلام، وقد قال ابن تيميَّة رحمه الله: "إنَّ الله منتقم لرسوله -صلى الله عليه وسلم- ممَّن طعن عليه وسبَّه، ومُظْهِرٌ لدينه ولكذب الكاذب، إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد" (7). وهو ما حدث فعلاً فقد وجدنا عقب تلك الإساءات لرسول الله ولدين الإسلام، أنَّ كيد أولئك المجرمين عاد إلى نحورهم وأنَّ هذه الحوادث كانت لدى كثير من الغربيين حافزًا على البحث عن حقيقة هذا الدين الذي كثر ناقدوه لكي يتعرفوا عليه عن قرب، فوجدوه على نقيض على ما يفتري المرجفون: دين الحق والعدل والحرية والسماحة والعزة. لقد حاولت مجلة (دير شبيجل) الألمانية تقصي أسباب هذا الإقبال غير المسبوق على اعتناق الإسلام بين الألمان، مستعينة بدراسة أصدرها مجلس الوثائق الإسلامية في ألمانيا، يؤكد فيها أن أحداث 11 سبتمبر عام 2001 والحملة الهوجاء التي قادتها الصحافة في الغرب ضد الإسلام، وما أعقبها من رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول -صلى الله عليه وسلم-، ثم آراء بابا الفاتيكان (بنديكت) السادس عشر غير المنصفة حول الإسلام، لم تستطع وقف انتشار الدين الإسلامي في ألمانيا وأوربا، بل أصبح هذا الدين أكثر انتشارًاً من غيره من المِلَل في هذا البلد، وكان من آثار تلك الأزمات التي عصفت بالمسلمين دوراً رئيساً وجوهرياً في محاولة تعرف الكثير من الألمانيين على هذا الدين، حيث ساقهم هذا الحدث للاقتناع بالإسلام والدخول فيه! وقد أكد لي فضيلة الشيخ رائد حليحل حفظه الله (مؤسس اللجنة الأوربيَّة لنصرة خير البريَّة في الدنمارك) أنَّه في أعقاب أزمة الرسوم المسيئة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الدنمارك، والانتفاضة التي عمَّت أرجاء العالم العربي والإسلامي في الدفاع والذب عن رسول الهدى -صلوات الله وسلامه عليه-، ما جعل الدنماركيين يستغربون من ذلك، فذهب كثير منهم إلى المراكز الإسلاميَّة وسألوهم إن كان هنالك شيء يستطيعون من خلاله التعرف على هذا الدين الحنيف، فكانت المراكز تعطيهم المصحف ومعه ترجمة لمعاني آياته، وبعض الكتب التي تتحدث عن دين الإسلام، فيرجع الكثير منهم ويعلنون في تلك المراكز أنَّهم قد دخلوا في هذا الدين، حتَّى أنه خلال عامين بعد أعقاب أزمة الدنمارك دخل من الدنماركيين في دين الإسلام أكثر من 4000 شخص! فربَّ ضارَّة نافعة!! ويوافق ما حدَّثنيه الشيخ رائد حليحل، ما أكَّدته صحيفة "البوليتيكن" الدنماركية من أن عدد الدنماركيين الذين يعتنقون الدين الإسلامي يتزايد يومًاً بعد آخر وأن مواطنًاً دنماركيًاً واحدًاً على الأقل يختار اعتناق الدين الإسلامي يوميًا كما أن عدد الدنماركيين الذين تحولوا للإسلام منذ نشر الرسوم المسيئة تجاوز خمسة آلاف دنماركي. بل أكَّدت دراسة استطلاعية في الدنمارك أن القرآن الكريم أصبح هدية مطلوبة -بشغف- بمناسبة عيد ميلاد المسيح لعام 2007م وقالت الدراسة الاستطلاعية: إن ترجمة معاني القرآن إلى اللغة الدنماركية، تبوأت المرتبة الثانية لأكثر وأفضل المبيعات انتشارًا في مجال الكتب المتخصصة في هذا النوع من العلوم. ويربط الخبير الدنماركي في شؤون الإسلام (يورجن باك) بين هذه الظاهرة وبين تلك الرسوم المسيئة لنبي الإسلام التي نشرت في الدنمارك بادئ ذي بدء، ولاحظ هذا الباحث: أنه لا يمكن قراءة صحيفة في الدنمارك أو الاستماع إلى إذاعة أو مشاهدة التلفزيون إلا وكان هناك ذكر للإسلام والمسلمين. وهذا يفسر الرغبة في الاطلاع على ما يتضمنه القرآن. والدلالة على ذلك: أنَّ المصحف -الذي ترجمت معانيه إلى الدانماركية-: أصبح هدية يتبادلها الدانماركيون بمناسبة أعياد الميلاد. وقد بيع من هذه الترجمة خمسة آلاف نسخة في شهر واحد. ولمن لا يعلم فإنَّ بلدًا غربيًا مشهورًا كالدنمارك بلغ من شدَّة حقده على الإسلام أنَّ قوانين هذه البلاد لم تعترف بالدين الإسلامي، ولم تدرجه ضمن الأديان المعترف بها على أراضيها، علمًاً بأنَّ عدد المسلمين في الدنمارك يبلغ 250 ألف مسلم أي (ربع مليون)، من أصل 5.300 مليون نسمة، وفق الإحصاء الرسمي لعام 2005م، وفي المقابل تعترف الدولة الدنماركيَّة بديانة (السيخ) رغم أنَّ أتباعها لا يزيدون على 170 شخصًاً! ومع هذا التجاهل والتعامي عن حقوق المسلمين بل الإساءة لهم، فإنَّه في أعقاب الحملة المسيئة لرسول الله في بلادهم تقدَّمت الدعوة إلى الأمام سنوات عديدة، وكما قال أحد الدعاة هنالك: فلو ظلَّ 100 داعية يتحدثون عن الإسلام في الدنمارك 10 أعوام، لما تركت دعوتهم هذا الأثر والنتيجة لدخول الكثير منهم إلى الإسلام كما تركت هذه الحادثة، وصدق الله تعالى إذ يقول: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} [الفرقان:31]. ففي الدانمارك التي وقعت فيها جريمة الرسوم المسيئة لرسول الهدى محمد -صلى الله عليه وسلم-، (يتردد على مسجد كوبنهاجن وحده أزيد من عشرين شابًاً لإعلان إسلامهم أسبوعيًاً، وفي السويد أصبح مسجد ستوكهولم المركزي مقصدًاً للشباب السويدي والشابات السويديات وغيرهما من شباب أوربا الذين يعلنون إسلامهم بشكل يومي والأمر عينه يتكررّ في النرويج وفنلندا وإيسلندا، ويعكس هذا التوجه ما قاله الكاتب السويدي الراحل (يان ساميلسون) الذي أسلم. في كتابه الإسلام في السويد من أنّ الدين الإسلامي سيكون أهم وأصعب رقم في معادلة الدول الاسكندنافية بعد عشرين سنة. وقد أعلنت وزارة التعليم الدانماركية أنّها أصدرت مرسومًاً يقضي بتدريس القرآن الكريم في كل الثانويات الدانماركية، وقد عللّت وزيرة التعليم الدانماركية (أولي تورناس) ذلك بقولها: إنّ تدريس الإسلام في المراحل الثانوية في الدانمارك سيفيد من جهتين أساسيتين أولاهما معرفة الدانماركيين بالدين الإسلامي خصوصًا في ظل الإقبال الكبير على دراسة الإسلام من قبل الدانماركيين، وثانيهما معرفة الدانماريكيين الأصليين لأصدقائهم المسلمين الذين يعيشون معهم في الدانمارك، وللإشارة فإنّ عدد المسلمين في الدانمارك يبلغ حوالي 200 ألف مسلم أغلبهم من البلاد العربية والإسلامية وإفريقيا وهذا العدد هو من أصل خمسة ملايين ونصف مليون دانماركي وقد رحبّت الجمعيات الإسلامية في العاصمة الدانماركية كوبنهاجن بهذه البادرة واعتبروها خطوة في الاتجاه الصحيح) (. وإلى أمريكا وعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر ففي حديث خاص جمعني مع شيخنا الأستاذ الدكتور جعفر شيخ إدريس -حفظه الله- وقد كان لسنوات عديدة رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة في أمريكا، أفادني بأنَّه عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والحرب الشرسة على الإسلام من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على لسان رئيسها مجرم الحرب (جورج بوش)، اندفع الأمريكان لكي يتعرفوا على الإسلام، حتَّى إنَّه خلال شهر ونصف شهر أسلم في أمريكا ما يزيد على 27 ألف شخص!! كما شهدت مكتبات (أمستردام) إقبالاً كبيرًاً من الهولنديين على شراء المصاحف الإلكترونية المترجمة معانيها إلى لغتهم مما أدَّى إلى نفادها من الأسواق عقب نشر الرسوم المسيئة وعلى جانب آخر خابت آمال النائب الهولندي (جيرت فيلدرز) فبعد عرض فيلم (فتنة) الرديء أشهر ثلاثة هولنديين إسلامهم خلال أسبوع من عرض الفيلم. وحتَّى في بلجيكا ينتشر الإسلام بسلاسة إثر الرسوم المسيئة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنجد دراسة لصحيفة "لاليبر بلجيك" البلجكية تذكر أنَّ ثلث سكان بروكسل الآن مسلمون وأنَّ الدين الإسلامي سيصبح الدين الأول ببروكسل بعد نحو 20 عامًاً من وأن اسم محمد تصدر أسماء المواليد الجدد منذ عام 2001. وقالت صحيفة (روسيسيكا غازيتا): إن عدد المسلمين تضاعف في بلجيكا خلال العشرة أعوام الأخيرة. بل توقع خبير بلجيكي في علم الاجتماع والإحصاء أن يشكل المسلمون غالبية سكان العاصمة البلجيكية بروكسل، خلال الـ20 سنة القادمة إذا تواصلت وتيرة الهجرة ومعدل المواليد في صفوف سكانها من أصول مسلمة. أمَّا رئيس الجمعية الإسلامية في إقليم (كتالونيا) أغنى أقاليم شمال شرق إسبانيا، فيقول كما ذكرت مجلة (عقيدتي): إن اعتناق الإسلام يتم وينتشر على الرغم من الحملات التي يتعرض لها في الصحف ووسائل الإعلام الغربية". وتابع مستخفًاً بأثر تلك الحملات: "يبدو أن اعتناق البوذية أسهل. لكنهم يختارون الإسلام!!" (9). 24/5/1433 هـ ------------------------------------------- (1) أخرجه الإمام مسلم من حديث ثوبان مولى رسول الله، برقم: (2889). (2) أخرجه الإمام أحمد في المسند برقم (16509) وأخرجه ابن حبَّان في صحيحه، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح،: (6/17)، وقال الألباني في كتاب تحذير الساجد: (ص158): على شرط مسلم وله شاهد على شرط مسلم أيضا. (3) أخرجه الإمام أحمد، وابنه عبد الله في زوائده، وابن حبَّان في صحيحه، والحاكم في المستدرك وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي وأعلَّه الإمام أبو حاتم كما في العلل لابنه2/129، فقال: خطأ [فيه أيوب عن أبي العالية] رواه جماعة من الحفاظ عن المغيرة بن مسلم، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، وقال المنذري في الترغيب والترهيب: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما: (1/48)، وصحَّحه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: (23). | |
|
ابو حسين المدير العام
عدد الرسائل : 453 تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: أسرار انتشار الإسلام مع اشتداد الهجمات عليه الثلاثاء أغسطس 07, 2012 10:06 pm | |
|
تواترت قصص إسلام كثير من العلماء الغربيين حينما كانوا يستمعون لبعض محاضرات العلماء المسلمين المتخصصين في قضايا الإعجاز في الكتاب والسنة، وعلى رأسهم الشيخ الدكتور عبد المجيد الزنداني ..
تناول الباحث في الحلقة السابقة عوامل انتشار الإسلام بالرغم من اشتداد الهجمات المناوئة له، فأشار إلى كل من: 1-بساطة الإسلام وخلوه من التعقيد والغموض وكونه الدين الحق. 2-التناقضات الكبيرة والكثيرة في العقائد المخالفة له. 3-الدافع الذاتي لدى الناس للتعرف على حقيقة الإسلام بأنفسهم بعيدًا عن عوامل التشويه والافتراء. 4-أن حملات التشويه المعادية اتت بنتائج معاكسة لما أراده أصحابها. وها هو يعرض بقية العناصر تباعًا، بدءًا بالعنصر الخامس: 5-الحقائق العلميَّة التي تحدَّث عنها هذا الدين: تواترت قصص إسلام كثير من العلماء الغربيين حينما كانوا يستمعون لبعض محاضرات العلماء المسلمين المتخصصين في قضايا الإعجاز في الكتاب والسنة، وعلى رأسهم الشيخ الدكتور عبد المجيد الزنداني والشيخ الدكتور زغلول النجّار حيث ذكر الأخير أنَّ 37 عالمًا أوربيًا أسلموا على يديه بناء على محاضرة ألقاها في بعض جوانب الإعجاز في القرآن والسنة. وأكَّد الدكتور زغلول النجَّار -يشغل مدير أكاديمية مارك فيلد للدراسات العليا بإنجلترا، وأستاذ علوم الأرض- في محاضرته وجود السبق العلمي في القرآن والسنة لكثير من الأمور التي يظن الغربيون أنفسهم أنَّهم أوَّل من اخترعها وابتكرها وأنًّها اكتشافات حديثة معاصرة، ما حدا بكثير من العلماء إلى إبداء استغرابهم وإعجابهم بما في هذا الكتاب الكريم. ويعقِّب الدكتور النجَّار على ذلك بأنَّ هذا يستدعي ضرورة توظيف العلم في فهم الإشارات الكونية الواردة في الكتاب والسنة، لما في ذلك من فائدة للمسلمين، ودعوة لغير المسلمين، موضحًا أن القرآن الكريم كتاب هداية للبشر وليس كتابًا للعلم والمعرفة، وقال في حوار مع صحيفة (عكاظ): إن القرآن الكريم أشار في محكم آياته إلى هذا الكون ومكوناته من خلال ما يقارب ألف آية صريحة بالإضافة إلى آيات تقترب دلالتها من الصراحة، وأكد أن الاهتمام بالدعوة الإسلامية في الغرب مهم ومن أفضل أساليبه قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، لأن القضايا الغيبية لم تعد تحرك مشاعر الغربيين فقد ملّوا القضايا الغيبية والاستماع إليها لأنَّها محرفة عندهم تحريفًا كثيرًا، لكن عندما نقول لهم: إن آية قرآنية نزلت قبل 1400 سنة تشير إلى حقيقة كونية لم تعرفوها إلا منذ عشر سنين تهزهم من الأعماق. ثمَّ شرح النجار موقفًا حصل معه وأسلم فيه عدد من العلماء الغربيين حيث قال: دعيت للمشاركة في مؤتمر عن الإعجاز العلمي منذ إحدى عشرة سنة، وقد ذهبت غير مستبشر ولا مستريح، وبعد أن ألقيت محاضرة عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم قام أحد كبار علماء الفيزياء هناك وقال كنت أظن أنني من النابهين البارزين في تخصصي.. فإذا أنا أمام علم أوسع وأشمل وأكبر من علمي لا أستطيع معه إلا أن أعلن شهادتي بأنه لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأذكر أن أربعة علماء ممن تحدثوا أعلنوا إسلامهم وتعاقب بعدهم آخرون حتى وصل عددهم إلى 37 عالمًا أعلنوا إسلامهم، وأذكر كذلك أنني ألقيت محاضرة عن الجبال في القرآن الكريم في واشنطن ووصلتني بعدها آلاف الخطابات بالبريد يتساءل أصحابها كيف أن القرآن الكريم يقدم كل هذه الحقائق الجامعة المانعة عن الجبال ويذكرون كيف أن التعريف العلمي واللفظي في كل الكتب العلمية والقواميس الحديثة بجميع اللغات يتطابق مع ما جاء في القرآن الكريم تمامًا. وخير دلالة على ذلك ما وجدناه يدعو للعجب مع الفرح، حيث نقرأ خبر دخول فريق من علماء اليابان إلى الإسلام بسبب سورة التين والزيتون بعد أن تأكد هذا الفريق من إشارة ذِكر كل ما توصل إليه الفريق في القرآن الكريم منذ أكثر من 1428 عامًا. بداية القصة تعود إلى البحث عن مادة الميثالويندز وتعد هذه المادة مهمة جدًا لجسم الإنسان حيث تعمل على خفض الكولسيترول والتمثيل الغذائي وتقوية القلب وضبط النفس. ويزداد إفراز هذه المادة من مخ الإنسان تدريجيًا بداية من سن 15-35 سنة ثم يقل إفرازها بعد ذلك حتى سن الستين عامًا لذلك لم يكن من السهل الحصول عليها من الإنسان، وبالنسبة للحيوان فقد وجدت بنسبة قليلة جدًا لذا اتجهت الأنظار للبحث عنها في النباتات؛ حيث قام فريق من العلماء اليابانيين بالبحث عن هذه المادة السحرية التي لها أكبر الأثر في إزالة أعراض الشيخوخة فلم يعثروا عليها إلا في نوعين من النباتات (التين والزيتون) وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه العظيم {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ. وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ. لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين:1-4]. وإلى قصَّة أخرى حيث نجد طبيبة غربيَّة تعلن دخولها إلى الإسلام، حينما كانت تبحث عن حقيقة علميَّة معيَّنة فوجدتها في بلاد المسلمين، وهذه الطبيبة متخصصة في أمراض النساء والولادة، وكانت لها عناية خاصة بالأمراض الجنسية التي تصيب النساء، فأجْرَت عددًا من الأبحاث على كثير من المريضات اللاتي كنَّ يأتين إلى عيادتها، ثم أشار إليها أحد الأطباء المتخصصين أن تذهب إلى دولة أخرى لإتمام أبحاثها في بيئة مختلفة نسبيًا، فذهَبَتْ إلى النرويج، ومكثت فيها ثلاثة أشهر، فلم تجد شيئًا يختلف عمَّا رأته في ألمانيا، فقررت السفر للعمل لمدة سنة في السعودية. تقول الطبيبة: فلما عزمتُ على ذلك أخذت أقرأ عن المنطقة وتاريخها وحضارتها، فشعرت بازدراء شديد للمرأة المسلمة، وعجبتُ منها كيف ترضى بذُلِّ الحجاب وقيوده، وكيف تصبر وهي تُمتهَن كل هذا الامتهان..؟! ولمَّا وصلت إلى السعودية علمت أنني ملزمة بوضع عباءة سوداء على كتفيَّ، فأحسست بضيق شديد وكأنني أضع إسارًا من حديد يقيدني ويشلُّ من حريتي وكرامتي! ولكني آثرت الاحتمال رغبة في إتمام أبحاثي العلمية. لبثت أعمل في إحدى العيادات أربعة أشهر متواصلة، ورأيت عددًا كبيرًا من النسوة، ولكني لم أقف على مرض جنسي واحد على الإطلاق؛ فبدأت أشعر بالملل والقلق.. ثم مضت الأيام حتى أتممت الشهر السابع، وأنا على هذه الحالة، حتى خرجت ذات يوم من العيادة مغضَبة ومتوترة، فسألتني إحدى الممرضات المسلمات عن سبب ذلك، فأخبرتها الخبر، فابتسمت وتمتمت بكلام عربي لم أفهمه، فسألتها: ماذا تقولين؟! فقالت: إن ذلك ثمرة الفضيلة، وثمرة الالتزام بقول الله تعالى في القرآن الكريم: {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ} [الأحزاب:35] هزتني هذه الآية وعرّفتني بحقيقة غائبة عندي، وكانت تلك بداية الطريق للتعرف الصحيح على الإسلام، فأخذت أقرأ القرآن العظيم والسنة النبوية، حتى شرح الله صدري للإسلام، وأيقنت أنَّ كرامة المرأة وشرفها إنما هو في حجابها وعفتها.. وأدركت أن أكثر ما كُتب في الغرب عن الحجاب والمرأة المسلمة إنما كتب بروح غربية مستعلية لم تعرف قيمة الحجاب(1). 6- قلَّة وجود النماذج الحقيقيَّة للأديان الأخرى: إنَّ المسلمين لديهم نموذج حقيقي ومثال رائع وقدوة يحتفى بها ويقتدى، ألا وهي شخصية النبي الأمين والرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فإن نور رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لا زال حيًا في أمته بسبب حفظ الله لدينه من الضياع والتحريف، بخلاف بقية الأديان التي دخل عليها التحريف والتبديل ولهذا لا يجد أصحابها أي قدوة أو أثر لنموذج حقيقي غير متناقض وغير حيٍّ عندهم. ففي بريطانيا مثلًا وهي البلاد التي تنتشر فيها الديانة النصرانيَّة، نجد قلَّة قليلة ممَّن يتمسَّكون بتلك الديانة الباطلة، وفي المقابل هنالك إقبال هائل على الدخول في الإسلام فضلًا عن التسمي باسم محمد، فقد أعلن المكتب الوطني للإحصاء في لندن أن اسم (محمد) حقق تقدمًا في قائمة الأسماء الأكثر ذيوعًا في مقاطعتي إنجلترا وويلز.. وتقول أرقام المكتب الوطني للإحصاء في المملكة المتحدة: ولد خلال عام 2006 (4255) ذكرا حملوا اسم (محمد)، مقابل (3386) ذكرًا أسماهم آباؤهم جورج، و(3755) سموهم جوزيف!! وإلى صورة حقيقيَّة أخرى توضِّح لنا قصَّة إسلام مستشرق بلغاري بعد ترجمته معاني القرآن الكريم إلى لغته، حيث أكَّد المستشرق البلغاري (د.توفيان تيوفا نوفا) الأستاذ في جامعة صوفيا والعضو في جمعية المستشرقين الأميركيين وعضو اتحاد المستشرقين الأوربيين ـ أنه اعتنق الإسلام عن اقتناع تام لأنه الدين الحق الذي يُساوي بين البشر ويصون جميع الحقوق الإنسانية ويُرسى قواعد السلم والأمن في المجتمعات البشرية كافة، وأنَّ هذا الشيء ليس موجودًا لدى الأديان الباطلة الأخرى. وأوضح في حواره أنه قضى أكثر من 12 عامًا لإنجاز ترجمة صحيحة لمعاني القرآن الكريم باللغة البلغارية، وبعد الانتهاء من إنجازها أعلن اعتناقه للإسلام بعد أن تفهَّم معاني الآيات القرآنية الكريمة، نتيجة لتعمقه في دراسة الإسلام ومعطياته الحضارية والثقافية الوفيرة، حيث ثبت لديه أن الحضارة الإسلامية هي أم الحضارات العالمية المعاصرة وأرقى أنواع الحضارات في العالم كله. وعن دوافعه إلى اعتناق الإسلام يقول د. توفيان: الحقيقة أني لاحظت أن بعض المستشرقين ـ غير الموضوعيين ـ يطعنون في الإسلام وتركّز طعنهم على القرآن الكريم فقالوا: إنه كلام بشري لا رباني، كما طعنوا في الآيات المكيّة والآيات المدنيّة وأنكروا حقيقة الوحي وغير ذلك من الافتراءات التي تعوّدوا على ترديدها في الساحة العلمية وأنا ـ وكل مستشرق موضوعي ـ يرفض هذا المنهج الاستشراقي الذي يشوّه صورة الاستشراق الموضوعي ويطعن في الإسلام بلا مبرر. 7-دور الأخلاق الإسلامية في الإنسانية: ونحن نعلم وندرك أنَّ الكثيرين ممَّن كانوا على أديان باطلة، وعقائد فاسدة، حينما رأوا وشاهدوا الأخلاق الجميلة التي يتطبَّع بها بعض المسلمين في بلاد الكفر، فإنَّها تعطيهم صورة حقيقية وملمحًا واضحا عن مدى تأثير الخلق والتعامل الحسن مع أولئك الكفار، مما يقلب حياتهم ويجعلهم يفكرون في حقيقة هذا الدين الذي يأمر أتباعه بالأخلاق الحسنة ولو كان مع الكفار! ولهذا أكّدت دراسة أعدتها وزارة الداخلية الفرنسية أن الإسلام ينتشر بسرعة كبيرة في البلاد ويُعدّ الدين الثاني بعد النصرانية. وأظهرت الدراسة أن 3600 شخص يعتنقون الإسلام سنويًا في فرنسا، وأن أتباعه أكثر السكان التزامًا بالقوانين، وتندر جدًا الجريمة في أوساطهم، كما يحرصون على تنفيذ تعاليم الإسلام مثل الصلاة والصيام وعدم شرب الخمر. وأوضحت الدراسة أن 66% من المسلمين في فرنسا لم يشربوا الخمر أبدًا، واختُتِمت الدراسة بقولها: (إن معظم شباب المسلمين الفرنسيين متدينون جدًا وهو ما يساعد على انتشار الإسلام بشكل كبير في فرنسا)(2) وكما يقال: الدين المعاملة. وفي بلغاريا ينتشر الإسلام أيضًا بصورة مشاهَدة، ومن أسباب ذلك حسن خلق الكثير من المسلمين هنالك بشهادة الأعداء، فقد قال الجنرال (بيتار فاسيليف) رئيس دائرة تنفيذ العقوبات بوزارة العدل في بلغاريا: إن وزارة العدل البلغارية تخطط لبناء مساجد في بعض سجون البلاد، لأن عددًا كبيرًا من نزلائه هم من الأجانب الذين يعتنقون الإسلام؛ ولأنهم أثبتوا طيلة الفترة السابقة حسن سلوكهم. تقول د.هيفاء جواد الأستاذة بجامعة برمنجهام في بريطانيا: "الكثير من النساء الأوربيات يعانين من التفسخ الأخلاقي في المجتمعات الغربية، وهن يشعرن بالحنين إلى الإحساس بالانتماء والرعاية والمشاركة والإسلام يقدم كل هذا المعاني المفتقدة في الغرب. أما (كارين فان نيوكيرك) الباحثة التي أجرت دراسات عن النساء الهولنديات اللاتي اعتنقن دين الإسلام فتقول: "هناك أخريات في أوربا اعتنقن الإسلام بعد أن جذبتهن نظرة هذا الدين للأنوثة والرجولة، وكيف أن الإسلام يفرد مساحة واسعة لمعاني الأمومة ومعاني الأسرة وأهميتها وأنه لا يتعامل مع المرأة باعتبارها أداة للجنس وإشباع الشهوة الغريزية". ونحو وجهة أخرى نجد أنَّ الباحثة (مونيكا فريتاج) المتخصصة في السوسيولوجيا الثقافية، تؤكد أن أسباب اعتناق الألمان للإسلام كثيرة ومتنوعة ومنها الهجرة الرمزية التي يمارسها العديد منهم بحثا عن انتماء مغاير يجدونه في الإسلام بعيدًا عن الوطن والعرق الألمانييْن، كما أن هناك العديد من الألمان دخلوا الإسلام متخذين المسلمين المقيمين بألمانيا كنموذج للاقتداء، وهناك فئة أخرى من الألمان قررت السفر والعيش في البلدان الإسلامية مما سمح لها باكتشاف الدين الإسلامي من ناحية وساعدها على تبني ثقافة هذه البلدان من ناحية أخرى. وإلى قصَّة أخرى تؤكد لنا أنَّ الكثير من المسلمين الجدد أسلموا حينما شاهدوا الحياة المختلفة عند المسلمين مقارنة بالحياة التي يعيشونها، فالفرنسي (لونارتيس أونتوني) الذي أشهر إسلامه وقام بتغيير اسمه إلى (عبد الحكيم) ذكر أنَّ اعتناقه الإسلام كان نابعًا من التأمل الذي لازمه طيلة الفترة التي سبقت إعلان قراره، معتبرًا أن المحيط الذي كان يعيش فيه هو السبب الذي دفعه للتفكير في اعتناق الإسلام، وذلك بعد القيام بالمقارنة بين عدة أشياء تحدث داخل المجتمع الفرنسي وأخرى مماثلة تقع في المجتمع الجزائري، ضاربًا مثالًا بالتناقض في دور الأسرة الغربية وعلاقة أفرادها بعضهم ببعض، وكذا تمرد المرأة الغربية عموما والفرنسية خصوصا على الأعراف والقوانين الفطرية وخصوصيتها كأنثى. وهو الأمر الذي قال إنه دفع به إلى المقارنة بين مجتمع لا يؤمن بالحدود وآخر تحكمه ضوابط وقواعد شرعية وعرفية. قال عبد الحكيم: "إنه فوجئ بالمعاملة الطيبة التي حظي بها من طرف المسلمين عامة والجزائريين خاصة، والذين ساعدوه في التقرب أكثر ومحاولة فهم الإسلام بالطريقة الصحيحة، من خلال إعارته بعض الكتب المترجمة لأساسيات الدين الحنيف، ومن هنا، شعر أنه ليس غريبًا عنه، وكان من الطبيعي أن يتفاعل معه ويبدأ في التعمق والدراسة التي استغرقت ثلاث سنوات". وروى عبد الحكيم قصة طريفة وقعت له قبيل إشهار إسلامه، حيث قال إنه عندما توجه إلى إمام المسجد الذي اشترط عليه العودة بعد مدة ليتمكن من تسليمه أوراقًا أو رخصة الدخول للإسلام، فرفض عبد الحكيم بقوله: "لا تهمني البطاقة بل يهمني نور الإسلام"، قبل أن يتحدث عن موقف عائلته، وبالأخص والداه، اللذان اشترطا عليه أن يقنعهما قبل أن يتم ذلك، معرجًا في نفس السياق، إلى الدور الذي لعبته شقيقته في إسلامه، لكونها متزوجة من جزائري. لقد ذكرت صحيفة معاريف العبريَّة قصَّة شخص يهودي كان إسلامه بسبب حسن خلق الشباب المسلمين في حواره معه، حيث لخَّص (ميخائيل شروبيسكي) أو (محمد المهدي) قصة عودته إلى الله، واعتناقه الإسلام بهذه الكلمات فقال:"حُسن خلق الشاب المسلمين في حوارهم معي، كان سبب عودتي إلى الله". والقصَّة باختصار وتصرف تتحدَّث عن هذا الشخص واسمه محمد المهدي فقد كان شابًا يهوديًا من غلاة الشباب المتطرفين، وأحد المشهورين بكراهيتهم للإسلام والمسلمين، كان مثله الأعلى الإرهابي اليهودي (باروخ جولدشتاين) مُنفذ مذبحة الحرم الإبراهيمي الشهيرة في 1994م، والتي راح ضحيتها عشرات الفلسطينيين الذين استشهدوا خلال تأديتهم الصلاة، لكن قصة فريدة من نوعها بحسب صحيفة معاريف العبرية كانت السبب في اعتناقه الإسلام. بدأ ميخائيل شروبيسكي يتأقلم مع وضعه الجديد بعد نزوحه للكيان الصهيوني، فقام باستئجار منزل، ومارس مهنته الخاصة باللياقة البدنية، وأصبح من أهم الناشطين في المستوطنة، وذاع صيته سريعًا، فانضم لحركة (كهانا حي) المتطرفة. يقول المهدي عن هذه الأيام: "كنت أريد أن أنفذ مخططاتي في كراهية العرب والمسلمين، التي تربيت عليها في بيتي في أذربيجان، ونمَت في كريات أربع". يقول محمد المهدي: "قبل إسلامي وعقب تنفيذ المقاومة الفلسطينية لعمليات داخل "إسرائيل"، جلست مع عدد كبير من كبار المستوطنين وقلت لهم: تكتبون الموت للعرب على جدران منازلكم أو متاجركم، وهذا لا يعني شيئًا! إذا كنتم تريدون فعل شيء فعلينا أن نذهب وننتقم منهم, إذا كنتم رجالًا فهلموا نذهب لمدينة الخليل وندخلها ونقتل من فيها". يقول المهدي: "رغم كل ذلك، كنت في داخلي متمردًا عليها، ويساورني الشك في أشياء كثيرة، خاصة حقيقة هذا الكون، فلم تكن إجابات الحاخامات على أسئلتي تقنعني في غالبيتها، خاصة إذا ما تطرق الحديث عن الديانات الأخرى وعلى رأسها الإسلام". ويكشف المهدي تفاصيل بعض ما يدور في مجتمع الحاخامات وعلاقته بالإسلام، بالقول: "لقد اعتاد الحاخامات دائمًا على سب النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كل حديث حوله أو حول الإسلام". ويمضي المهدي يحكي قصة عودته إلى الله: "في هذه الأثناء، قبل ثلاث سنوات تعرفت بالصدفة على شاب من مدينة الخليل، يسمى (وليد زلوم) جاءني لإصلاح سيارتي، وعندما تأكدت من أنه مسلم رفعت السلاح في وجهه، وهددته بالقتل والفتك، لكنه بدا متماسكًا هادئًا، فدعاني إلى الحوار، وفي الحقيقة لقد كان أسلوبه عاقلًا وأخلاقه حسنة". ويؤكد المهدي أن الحوار امتدّ مع الشاب الفلسطيني، مؤكدًا أن هذا الشاب كان هو سبب الانقلاب في حياته الذي حدث بعد عامين من هذه المقابلة، ظل خلالهما يبحث في أمور الدين الإسلامي بنفسه، فيقول: "بدأت أدخل في أعماق الإسلام بعد أن اشتريت معاجم لغة عربية لتعلمها، وطلبت من وليد أن يعلمني الصلاة، وتعلمت أكثر وأكثر حتى أنني شعرت بأني أسبح في محيط الحقيقة التي تمكنت من العثور عليها, وشعرت بأنني ولدت وهذا الشيء بداخلي, وفي النهاية نطق لساني: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله". ويحكي المهدي أنه قوبل بمضايقات لا يمكن وصفها من قبل المستوطنين، فخشي على حياته، فترك المغتصبة الصهيونية عائدًا لبلده الأصلي أذربيجان. لكن لم يكن الوضع في بيت أسرته مختلفًا عن وضعه في المغتصبة اليهودية، فقد رفض والداه استقباله وهو مسلم، فقرر العودة مرة أخرى، لكن هذه المرة قرر العودة إلى فلسطين، تحديدًا في قرية (أبو غوش) داخل الخط الأخضر القريبة من القدس المحتلة (3) 8-جهود الدعاة إلى الله في نشر الإسلام: حينما نرى كثيرًا من الدعاة يقومون بنشر هذا الدين، ويتركون أهلهم وأولادهم بعد تأمين عيشهم، ثمَّ ينطلقون للدعوة إلى الله ويقطع الفيافي والقفار؛ لكي يبلغوا دعوة الله الحقَّة إلى الناس، فإنّ هذا جهد لا يكافئ عليه سوى رب العالمين. لقد كان الداعية د. عبد الرحمن السميط داعية عجيبًا، ورجلًا فريدًا حيث حمل مشعل النور والهداية على كتفيه ليجوب بها الآفاق بحثًا عمَّن يريد الدخول إلى الإسلام. لقد عمل د. السميط في مجال الدعوة إلى الله وإغاثة كثير من المنكوبين خلال 26 عامًا، وحينما استُضيف في قناة الجزيرة، أخبر أنَّه بفضل الله تعالى وشيء من الجهود التي كان يقوم بها في الدعوة بأفريقيا، كان له دور في إسلام أربعة ملايين نسمة، والمقابلة موجودة في موقع الجزيرة نت لمن أراد أن يقرأها في برنامج بلا حدود مع الإعلامي: أحمد منصور. وحدث آخر أتطرق لذكره وهو قصَّة ذلك النصراني المتعصب السلطان التشادي في إحدى المناطق واسمه علي رمضان ناجيلي، وهو سلطان منطقة(قندي) في تشاد، ولقد كان نصرانيا متعصبًا ويكره المسلمين ويود حرقهم لو استطاع كما كان يقول، ولكنَّ الله تعالى منَّ عليه بالإسلام عام 1977م على يد شيخ نيجيري يعمل في الدعوة إلى الله استطاع بأسلوبه وقوة حجته أن يقنع أبناء المنطقة بالإسلام. وحينما أسلم وتولَّى سلطنة منطقته بعد وفاة والده، بات داعية إلى الله يدعو بحرص وجديَّة وعلو همَّة، حتَّى أنَّه خلال مدة سنتين في دعوته إلى الإسلام في منطقته أسلم 4722 شخصًا من قبيلة (سارا قولاي) وكان منهم أربعة عشر قسيسًا!! بل لقد رأينا شبابًا مُخلصين لديهم الحرقة الشديدة على نشر دينهم، يستخدمون الشبكة العنكبوتيَّة لأغراض رائعة، ومنها نشر دين الإسلام عند غير المسلمين، فقد ذكرت جريدة الشروق اليوميَّة الجزائريَّة أنَّ الشاب الجزائري عبد الواحد سوايبية الذي يبلغ من العمر 31 سنة كان يمارس المحادثة على (الشات) على شبكة الإنترنت وتعرف على امرأة عجوز فرنسيَّة واسمها (ميشال) والتي تبلغ من العمر 58 سنة، وقد قام بدعوتها لدين الإسلام، حتى أسلمت على يديه وبهذه الطريقة نفسها أسلم على يده ثلاثة من الفرنسيين. 9-الفضائيات المُحافظة ودورها الريادي: لقد أثمرت كثير من القنوات الفضائيَّة المُحافظة جهدًا رائعًا، ودورًا كبيرًا من خلال برامجها الهادفة بإقناع الناس بدين الإسلام، ومحاولة جذبهم للدخول فيه، ومنها الفضائيات الناطقة باللغة الإنجليزية وعلى سبيل المثال: قناة الهدى. فقد جعلت هذه القناة من ضمن أهدافها أن تكون مرجعًا موثوقًا للمسلمين الناطقين بغير العربية ومصدرًا عذبًا صافيًا لتعليم الدين ومشعل هداية لغير المسلمين لينقذ الله بها الناس من الظلمات إلى النور، وتستهدف القناة في بثها نوعين من الجمهور: المسلمين الناطقين بغير العربية في جميع أنحاء العالم وغير المسلمين الناطقين بغير العربية في جميع أنحاء العالم وستبث برامجها بعدد من اللغات الحية الأخرى كالفرنسية والإسبانية وترتكز أهداف القناة على هدفين رئيسيين هما الأول إرشاد وتوعية المسلمين الناطقين بغير العربية بأمور دينهم والثاني دعوة غير المسلمين إلى الإسلام وتقديم الدين الصحيح لهم وستشمل برامجها عددًا من القوالب الفنية ومنها البرامج الشريعة المتخصصة والبرامج الوثائقية والبرامج العلمية والحوارية والاجتماعية، وينتظم في اللجنة التأسيسية للقناة عددٌ من طلبة العلم والمهتمين بالشأن الإسلامي والدعوة ورجال الأعمال الذين يأملون في أن تكون هذه القناة صورة حقيقية لما يتمناه كل مسلم في بث هذا الدين العظيم إلى أصقاع المعمورة.
| |
|
ابو حسين المدير العام
عدد الرسائل : 453 تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: أسرار انتشار الإسلام مع اشتداد الهجمات عليه الثلاثاء أغسطس 07, 2012 10:10 pm | |
| أسرار انتشار الإسلام مع اشتداد الهجمات عليه! (4/4)
عرضنا في الحلقات السابقة من هذه الدراسة المتميزة الأسباب التي يرى الباحث (خباب الحمد) أنها أسهمت في هذا الانتشار الجميل لدين الله تعالى في مشارق الأرض ومغاربها، بالرغم من شدة الحملات المعادية التي تقوم بها جهات شتى وتسخر لها إمكانات ضخمة..
عرضنا في الحلقات السابقة من هذه الدراسة المتميزة الأسباب التي يرى الباحث (خباب الحمد) أنها أسهمت في هذا الانتشار الجميل لدين الله تعالى في مشارق الأرض ومغاربها، بالرغم من شدة الحملات المعادية التي تقوم بها جهات شتى وتسخر لها إمكانات ضخمة. ونختم الدراسة في هذه الحلقة حيث يستهل الكاتب حديثه بالإشارة إلى العنصر العاشر وهو: مناظرات علماء الإسلام مع رؤوس الملل الباطلة وإفحامهم في نهايتها. (10) المناظرات بين علماء المسلمين ورجال المِلَل الأخرى: لعل أول ما يتبادر إلى الذاكرة في هذا الميدان، مناظرات الشيخ (أحمد ديدات) -رحمه الله- لكثير من قساوسة النصارى، والتي كانت تنتهي بإعلان عدد من الناس دخولهم في دين الله لما يرونه من نصاعة الحق وهزال الباطل، وإني أدعو قرَّاء هذه الدراسة أن يطالعوا موقعاً لقس أمريكي كان من ألدِّ أعداء الإسلام، وبعد عدد من المناظرات مع دعاة المسلمين هدى الله قلبه حينما آمن بالله حقَّ الإيمان، وصدق الله حينما قال: {..وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ..} [التغابن: 11]. فبعد رحلة طويلة في الكنائس والدعوة إلى النصرانيَّة والهجوم على الإسلام، نجده يعلن الشهادة ويكون من أكثر الناس دعوة لهذا الدين العظيم، ويطلق ثلاثة مواقع باللغة الانجليزيَّة للدعوة إلى الإسلام، وروابطها هي: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وفي بلاد أخرى يعشِّش فيها الحكم النصراني البغيض ويضطهد المسلمين -هي إثيوبيا- أعلن كثيرون إسلامهم إثر مناظرة حصلت بين أحد الدعاة المسلمين وأحد قساوسة النصارى، وما نتج عنه هو اقتناع كثير من الإثيوبيين الحاضرين بأنَّ دين الإسلام هو الدين الحق، فما هي إلا لحظات حتَّى أعلنوا إسلامهم في القاعة نفسها. وحول ذلك تحدَّث الشيخ (صالح عبد الواحد) المدير التنفيذي للهيئة العالميَّة للتعريف بالإسلام التابعة لرابطة العالم الإسلامي) حيث خصَّ وكالة الأنباء السعودية (واس) بذكر قصَّة تشير إلى طريقة عجيبة لدخول كثيرين من غير المسلمين إلى الإسلام، فذكر: :أنَّه قد حصلت مناظرة في أثيوبيا لأحد الدعاة الذين يعملون تحت مظلة الهيئة العالميَّة للتعريف بالإسلام، أثيوبي هو الشيخ (قمر حسين) الذي ألف كتابين عن الإسلام والإنجيل والتوراة وقرأهما أكثر القساوسة هناك فطلبوا لقاء الشيخ قمر وهم عشرون قسيسًا، وبعدما انتهى اللقاء طلبوا المناظرة على الملأ فوافق الشيخ، وحضر المناظرة نحو عشرة آلاف ما بين مسلمين ونصارى وقد استمرت ست ساعات، وأسلم على إثرها 144 رجلاً وامرأة في وقت واحد ومن بينهم ثلاثة قساوسة!" (1). (11) حالات التضييق على المسلمين: لعلَّه قد يتبادر لذهن الكثيرين من القرَّاء ما ذكرته لنا كتب السيرة حينما قال ياسر بن أخطب لأخيه حيي بن أخطب عندما قَدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة النبوية: "أَهُوَ هُوَ؟ قال: نعم والله! قال: تعرفه بنعته وصفته؟ قال: نعم، والله! قال: فماذا في نفسك منه؟ قال: عداوته ما بقيت!". ونتذكر كذلك حينما بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه فقال: "إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي، ما أول أشرط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه؟ ومن أي شيء ينزع إلى أخواله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت، وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له، وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها». قال عبد الله بن سلام: أشهد أنك رسول الله، ثم قال يا رسول الله إن اليهود قوم بهت إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك، فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أي رجل فيكم عبد الله بن سلام» قالوا: أعلمنا وابن أعلمنا، وأخيَرَنَا وابن أخيرنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفرأيتم إن أسلم عبد الله؟» قالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله إليهم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فقالوا: شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه، فقال عبد الله بن سلام: هذا ما كنت أخاف يا رسول الله" (2). إنَّ هذه القصَّة تعطينا دلالة على أنَّ أعداء الدين لا يريدون للمسلمين أن يبقوا على إسلامهم ودينهم بل يقومون بشنِّ حملة هوجاء للقضاء عليهم كما قال تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء:89]، وقال تبارك وتعالى: { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ...} [البقرة: 109]. وقد وجدنا حملة شرسة من أعداء الدين سابقاً ولاحقًا للقضاء على الإسلام، فنحن لا ننسى أنَّ من أكبر الأسباب للهجوم على المسلمين في البوسنة والهرسك والشيشان وأفغانستان عودة الكثيرين منهم إلى الدين، ورغبتهم في إقامة كيان خاص بهم ليطبقوا أحكام الإسلام، ومع أنَّ الحروب كانت ضدَّهم مجنونة وشديدة، وكان كثير من هؤلاء المسلمين مسلمين بالهويَّة فحسب أو ببعض رسوم الإسلام العامة، فإننا نجد أنًّ الله تعالى مكَّن لهم أكثر وتعلموا شيئا من أمور دينهم بعد تلك الحروب أضعافاً مضاعفة. فيؤكد عدد كبير من الباحثين الاجتماعيين أن الحرب التي شهدتها البوسنة في الفترة الممتدة بين عامي 1992 و1995 أسهمت في عودة قوية للنساء البوسنيات إلى الإسلام، ويقول الباحثون: "إن السبب في ذلك يعود إلى عدة عوامل منها النشاط الاجتماعي لعدد من المؤسسات الخيرية الإسلامية في البوسنة في أثناء الحرب وما بعدها، وكذلك التحاق مسلمين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بصفوف المقاتلين البوسنيين ضد القوات الصربية والكرواتية". يقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة سراييفو (دينو أبازوفيتش): "إن أغلب نساء البوسنة كن قليلات الالتزام بالإسلام، خصوصًا وأنهن كن يعشن في بلد بعيد عن باقي البلدان الإسلامية، وتربين في بيئة تجمعهن مع مسيحيات ويهوديات". وأضاف: "أن البوسنيات اهتممن بهويتهن الإسلامية بشكل كبير بل اعتبرنها شكلا من أشكال المقاومة لأن حوالي 100 ألف قتيل من ضحايا الحرب كانوا مسلمين". أما أستاذة العلاقات الدولية بجامعة فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية (عايدة هوزيتش) البوسنية الأصل فترى: "أن البوسنيات يتعلمن كيف يبقين مسلمات رغم قرون من التقاليد، لأن هناك من دفعهن إلى هذا الإحساس". ومن بشائر ذلك كلِّه حينما نقرأ إعلان د. (فاضل فازلتش) أستاذ القرآن والتجويد بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة (سراييفو) ونائب رئيس لجنة التحكيم المشرفة على مسابقات القرآن الكريم: "أن عدد الحفاظ البوسنيين بلغ 982 حافظاً وحافظة، وأوضح أن حفَّاظ كتاب الله من الذكور يبلغون 917 حافظاً، بينما يصل عدد الحافظات إلى 65 حافظة، وأنه في العام الجاري وحده بلغ عددهم 193 حافظاً، منهم 153 رجلاً و40 امرأة". (12) وجود الأقليات المسلمة بين الكفار واعتزازها بدينها: ولعلَّ ما يشهد لصحَّة ذلك حجاب طالبة أمريكية مسلمة، معتزة بدينها ومعتزة بحجابها، حيث كانت تذهب به وتروح وتغدو، وهو ما لفت أنظار الناس هنالك، ثم أدَّى لإسلام ثلاثة دكاترة من أساتذة إحدى الجامعات الأمريكية وأربعة من الطلبة، ولقد كان السبب المباشر لإسلام هؤلاء السبعة، الذين صاروا دعاة إلى الإسلام هو حجاب تلك الفتاة..! يقول الدكتور الأمريكي (محمد أكويا) الذي أسلم قبل عدة سنوات: "ثارت عندنا بالجامعة زوبعة كبيرة، حيث التحقت للدراسة طالبة أمريكية مسلمة محجبة، وكان من بين مدرسيها رجل متعصب يبغض الإسلام ويتصدى لكل من لا يهاجمه، فكيف بمن يعتنقه ويظهر شعائره للعيان؟ كان يحاول استثارتها كلما وجد فرصة سانحة للنيل من الإسلام، وكانت تلك الفتاة معتزَّة بدينها، وتستطيع مناقشته بالحسنى! حتَّى منَّ الله تعالى بسبب تمسكها بحجابها، واعتزازها بدينا لكي يتساءل عدد من الدكاترة عن سبب ذلك، وعن سرِّ هذا الدين الإسلامي الذي تعتزّ به تلك الفتاة حتَّى أعلن عدد منهم الدخول في هذا الدين" (3). (13) العلمانية وانفصام الشخصية: إنَّ عدم الشعور بالطمأنينة والراحة، والتأثير المادي الدنيوي وهجوم الإلحاد وطغيان الروح الماديَّة، لهي أكبر الأسباب المؤثِّرة تأثيراً واضحاً وراء اعتناق أناس كثر للإسلام، وممَّا يشهد لذلك الحوار الذي أجرته صحيفة الراية مع البروفيسور الفرنسي (برونو كيدردوني) الذي أسلم حديثاً، وهو خبير في فيزياء الفلك، ويشغل مدير المرصد الفلكي الفرنسي، ومدير أبحاث شؤون الكواكب والمجرات في المركز القومي للبحوث العلمية، ورئيس المؤسسة الإسلامية للدراسات العليا المتطورة، ورئيس الشبكة العالمية للبحث حول العلم والدين في الإسلام.. وحينما سُئل هذا الشخص: "كيف كان دخولك في الإسلام؟" أجاب: "إنني أنتمي لجيل عصف به القلق الروحي، حيث سادت العلمانية في المناخ الثقافي العام من حولنا، ولم يسعفنا الأهل ولا المدارس بأي إجابة روحية لمواجهة ذلك الضغط، لذلك دخلت بمفردي في مسيرة بحث روحية وعقلية طويلة اعتنقت بعدها الإسلام، وذلك بعد أن قرأت الكثير والكثير، وتعمقت في رسالة الإسلام، وبخاصة خلال فترة إقامتي في المغرب ومعايشتي لذلك المد الروحي العميق الذي يسعفنا به هذا الدين الحنيف، وكان عمري 20 عامًا عندما هداني الله إلي طريق الحق.. وكان السؤال الذي طُرح علي في حينها: لماذا الإسلام بالذات؟ أليس الأقرب أن أتجه نحو المسيحية، وهي الدين الغالب من حولي؟! وكانت الإجابة واضحة بالنسبة لي، وهي أن الإسلام وحده، وربما لأنه آخر الرسالات وأقربها عهدًا بالنزول، لا زال يتمتع بسيل روحي دافق، وما زال ينبض بنور الخالق، ولا زال في عنفوان القدرة على تقديم كافة الإجابات الكونية على حيرة الإنسان المعاصر، بينما نجد أن الأديان الأخرى قد تجردت تقريبًا عن هذا بسبب هجمات المادية والإلحاد التي توالت عليها عبر القرون" (4). ويختتم هذا الشخص جوابه بقوله: "في كل الأحوال فإن الهداية من عند الله، ولا يسعني إلا أن أحمد الله الذي هداني إلى هذا: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف: 43] . (14) زواج نساء غير المسلمات برجال مسلمين: وفقاً لإحصاءات أرشيف المعهد المركزي للشؤون الإسلامية، تبين أن أغلب المعتنقين الألمان للإسلام هم من النساء اللواتي يقررن طواعية الدخول في الإسلام سواء عن قناعة ذاتية أو نتيجة ارتباط بزوج مسلم، وأغلبهن منتظمات داخل جمعيات المساجد، ويمارسن العديد من الأنشطة الدينية باللغة الألمانية، حتَّى أنَّ الباحثة الألمانية (ماريا إليزابيث باومان) والتي أصدرت كتابًا بعنوان: (طرق النساء المؤدية إلى الإسلام) قالت: "إن قرابة 250 إلى 300 ألمانية تعتنق الإسلام كل عام، وتقول الإحصاءات إن أربعة من بين كل خمسة ممن يدخلون الإسلام هذه الأيام من النساء" (4). كما يؤكد الشيخ (عبد الكريم البازي) إمام مسجد في المركز الإسلامي بمدينة (بيلفيلد) الألمانية: "أن ظاهرة انتشار الإسلام بين الألمان في زيادة مستمرة" وعن الأسباب التي تدفع الألمان إلى اعتناق الإسلام، تؤكد (مونيكا فريتاج) المتخصصة في السوسيولوجيا الثقافية: أن أسباب اعتناق الألمان للإسلام كثيرة ومتنوعة تلخصها في الزواج من مسلم بشكل أساسي، وهناك عوامل عديدة أخرى على حد قول هذه الباحثة، أبرزها: "رغبة الألمان في تغيير نمط حياتهم من خلال بناء نظام أخلاقي جديد". (15) إحسان بعض الحركات الجهادية للأسرى: لا ينسى المتابع للشؤون السياسية حادثة اختطاف حركة طالبان الأفغانية للصحفية الإنجليزيَّة (إيفون رادلي) وقد ألقت هذه المرأة محاضرة في أحد المراكز تحكي فيه قصَّة اعتقالها من البداية إلى النهاية، وعن تجربتها أثناء الاعتقال، وذكرت: "أنَّها حينما اعتقلها (الطالبانيون) لم يفتِّشوها شخصيًا بل استدعوا امرأة قامت بتفتيشها بعيداً عن أعين الرجال" وذكرت: "أنَّه أثناء التحقيق معها بصقت في وجه المحققين معها، ومع هذا لم يقابلوها بإساءة بل عفوا عنها وصفحوا وأنَّه لم يكن لتصرفها أثر على رجال طالبان الذين استمروا في حسن معاملتها". وذكرت تلك الصحفية: "أنَّهم وعدوها بإطلاق سراحها بعد أن تأكدوا من أنها ليست جاسوسة، ولكنَّهم دعوها للدخول في الإسلام، فوعدتهم أنَّها بعد إطلاق سراحها ستتعرف على دين الإسلام عن قرب، وفعلاً فحينما أطلق سراحها توجهت للقرآن وقرأته وعلمت أنَّه مصدر للأخلاق الإسلامية، فأعلنت إسلامها". وقبل الختام: فإنَّ ما ذكرته مجرد غيض من فيض، وقطرة من بحر، على أنَّ هذا الدين العظيم -الإسلام- محفوظ بحفظ الله تبارك وتعالى، وأنَّ نكبات المسلمين وما يعتريهم من هموم ومآسٍ يجب أن تعطيهم روح الفأل الحسن، وقد كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «...ويعجبني الفأل» (أخرجه البخاري في الأدب المفرد (701) بسند صحيح). فعلى المسلم أن يدرك أنَّ الضربات الموجعة تزيده قوَّة وصلابة وإصراراً على التمسك بدينه (فالضربات التي لا تميت تقوي، ودين الإسلام لن يموت أبداً) ولا بدَّ أن يأتي اليوم الذي يستبشر فيه المسلمون بوعد الله، ويرون بأمَّ أعينهم تهاوي سبل الضلالة والباطل، وعلو الرايَّة الإسلاميَّة الخفَّاقة في كل مكان: {...وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ . بِنَصْرِ اللَّهِ...} [الروم: 4، 5]. ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام. فكل هذه الأخبار والأنباء عن تزايد انتشار الإسلام، ما هي إلا بشائر للمسلمين، وآمال في رحم الآلام التي يعيشونها، وإرهاصات تعطيهم نظرة متفائلة، على أنَّ المستقبل لهذا الدين، وأنَّ ذلك كله يجب أن يدفعهم إلى مواصلة بذل الجهد في نشر هذا الدين، والتمسك بثوابته، والاعتزاز بالانتماء إليه، وهنيئاً لقلب حي بالإسلام، وبشرى لكل نفس تعلم أنَّه لا حياة مع اليأس، والنفس التي تربط انتماءها للإسلام، فإنَّ عليها أن تنفض عنها غبار الكسل، ووسائل الراحة، وتقول كما قال الدعاة: "لقد مضى عهد النوم". وإنَّ مما هو مسطور في كتب الحكماء، ومزبور في كتب الفطناء أنَّ من آثر الراحة فاتته الراحة، وأنَّ النعيم لا يُدْرَكُ بالنعيم، ويا أيتها النفس اتركي الوسادة لكي تلحقي بالسادة، وبقدر ما تتمنَّى تنال ما تتعنَّى، وعندها لا هم ولا غم ولا يأس ولا حزن، بل عزيمة وثَّابة، وهمَّة صادقة، وإرادة جادة، {...وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النساء: 141].
والليل إن تشتد ظلمته فإن الفجر لاح أبشر فهذا الفجر لاح ها نحن جئنا يا صلاح قد أدبر الليل العميم وجاء للدنيا صباح ما دام عرقي نابضاً لن تعرف النفس ارتياح
فقم يا أخي الكريم، واستشعر مسؤوليَّة الدعوة إلى الله واعلم أنَّك ستنال الشرف العظيم من الله: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]. وربك يقول لك: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33]. وهذا ابن تيميَّة -رحمه الله- يقول: "الدعوة إلى الله هي الدعوة إلى الإيمان به، وبما جاءت به رسله، بتصديقهم فيما أخبروا،وطاعتهم فيما أمروا" (5). ويقول تلميذه العلامة ابن القيم: "فمقام الدعوة إلى الله أفضل مقامات العبد" (6). وكان ابن الجوزي يقول: "أول قدم في الطريق، بذل الروح، هذه الجادة فأين السالك؟!" (7). ووالله لا نجاح للدعوة ولا وصول، إن أعطيناها فضول الأوقات، ولم ننس أنفسنا وطعامنا، إن جاهلية القرن العشرين زادت ظلام القرون الأخيرة ظلاماً، فلا ترض العيش في الظلام بل:
كن مشعلاً في جنح ليل حالك *** يهدي الأنام إلى الهدى ويبين وانشط لدينك لا تكن متكاسلا *** واعمل على تحريك ما هو ساكن والله يأمر بالعشيرة أولاً *** والأمر من بعد العشيرة هين(
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
| |
|