الوادى الجديد والتاريخ
اهمية الوادى الجديد
--------------------------------------------------------------------------------
تعد منطقة الوادي الجديد أحد أهم المواقع على خريطة مصر السياحية، فهي تشغل أكثر من ثلثي مساحة مصر، كما أنها من أكثر الأراضي الواعدة في نهضة مصر من أجل نشر العمران.
وترجع أهمية المنطقة الى كونها لعبت دوراً كبيراً في مختلف عصور تاريخ مصر القديم، فكانت واحة الخارجة في العصر الفرعوني تسمى “هيبس”، أي “المحراث”، فيما سميت واحة الداخلة باسم “تا أوحت”، أي واحة البقرة، وجميعها أسماء تدل على خير هذه المناطق التي كانت غنية بزراعتها.
والمفارقة الغريبة في منطقة الوادي أنها رغم مساحتها الكبيرة التي تُشكّل نسبة في المساحة الكلية لمصر، فانها الأقل في الكثافة السكانية، حيث يقطنها نحو 200 ألف نسمة بكثافة سكانية نحو 4.0 في الكيلومتر المربع.
ويرجع المؤرخون ذلك الى أن تمركز السكان في مناطق محددة بالوادي الجديد -وتحديدا في واحتي الداخلة والخارجة، اضافة للفرافرة- هو السبب المباشر وراء قلة عدد سكان الوادي الذي تنتشر فيه الصحارى على امتداد واسع.
وموقع منطقة الوادي الجديد فريد من نوعه، اذ تقع في الجزء الجنوبي من مصر وتمتد غرب وادي النيل في الصحراء الغربية، وتحدها من الشرق من محافظات المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، ومن الشمال تقع محافظة مطروح، والواحات البحرية (التابعة لمحافظة الجيزة) ومن الغرب تصل الى حدود مصر الدولية مع ليبيا.
ومدينة الخارجة هي عاصمة الوادي الجديد، وتنقسم الى ثلاثة مراكز هي “الخارجة” وتضم 8 مجالس قروية، “الداخلة” وتضم 7 مجالس قروية، “الفرافرة” وتضم مدينة الفرافرة ومجلسين قرويين.
وتربط الوادي الجديد بوادي النيل شبكة من الطرق منها طريق القاهرة أسيوط الوادي الجديد، كما تربط مدن وقرى محافظة الوادي الجديد شبكة طرق داخلية وسريعة أهمها الخارجة الداخلة - الفرافرة، كما يوجد خط طيران منتظم بين القاهرة ومطار الوادي الجديد بالخارجة.
مواقع أثرية شاهدة على العصور التاريخية: والمدينة من حيث موقعها الأثري تعد شاهدة على العصور التاريخية المتفاوتة التي مرت على واحات الوادي الجديد، لتترك العديد من الآثار حيث تضم الواحات الثلاث أكثر من مائة موقع اثري مهم، ففي الخارجة يوجد العديد من المعابد الفرعونية والرومانية، كما أن فيها العديد من بقايا الحصون العسكرية مثل قلعة “اللنجة” و”المنيرة” و”دوش”، اضافة الى بقايا الدروب وطرق القوافل كدرب التبانة والأربعين والرفوف ودرب أبو سروال وغيرها.
أما أهم الآثار المسيحية في المدينة، فتتمثل في جبانة البجوات التي شيدت في العصور المسيحية الأولى، وبقي منها 263 هيكلاً أثرياً مهماً، وفي واحة الداخلة يوجد العديد من الآثار الفرعونية مثل معبد دير الحجر، ومقابر المزوقة.
أما أشهر آثار الداخلة، فهي “مصاطب البلاط” بقرية البلاط، التي كانت مقرا لسكان الواحات في عهد الدولة الفرعونية القديمة والوسطى، وتضم هذه المصاطب مقابر لحكام الواحات في عصر الملك “بيبي الأول” تعلوها مقابر رومانية، أما الآثار الاسلامية في واحة الداخلة فهي عديدة مثل قرية القصر الاسلامية، الغنية بآثارها ذات المشربيات والمباني العتيدة، والتي لا تزال شاهدة على تاريخ معماري فريد.
وعموما، فان الزائر لمناطق الواحات يلمس فيها عناصر الجمال جميعاً من الصحراء وتكوينات الرمال الطبيعية والصخور التي أبدعت الطبيعة تشكيلها الى المناطق الملائمة لسياحة المغامرات والسفاري كمنطقة الصحراء البيضاء قرب الفرافرة، والتي تضم تكوينات رسوبية شكلتها عوامل الطبيعة الى أشكال رائعة يشبه بعضها الانسان والحيوان وأشكال أخرى، والمنطقة كلها يكسوها اللون الأبيض الناصع.
أما عيون المياه، فهي مصدر آخر للجمال، فمنها العيون الأثرية الرومانية وعيون المياه المعدنية الساخنة، التي يستفاد منها في شفاء العديد من الأمراض حيث تصل درجة حرارة بعضها الى 42 درجة مئوية.
ومن أشهر الآبار في الداخلة آبار “موط” وفي الخارجة آبار “ناصر” السياحية و”بولاق” كما تنتشر برك المياه وأشهرها بركة البط البكيني في الخارجة، وبرك البط في بولاق، وبرك الطيور المهاجرة غرب الفرافرة على مساحة 300 فدان.
وفي وادي حنس شرق الفرافرة منطقة لسياحة المغامرات والسفاري، حيث تنتشر واحات النخيل وآبار المياه الرومانية، فيما تكثر الحيوانات البرية كالغزلان والثعالب، وعلى بعد 160 كيلومتراً من الفرافرة يقع كهف القارة أحد أشهر الكهوف الطبيعية في منطقة الوادي الجديد.
الوادى الجديد والسياحة
واحة الوادي الجديد ومدنها تعد من الأماكن الفريدة للسياحة الصحراوية حيث تتنوع المناظر الطبيعية ففيها كثبان رملية متحركة علي أشكال هلالية جميلة وصخور مختلفة علي جوانب الطرق وتعد الواحة منذ أقدم العصور البوابة الرئيسية لحدود مصر الغربية والجنوبية ويمر بها أقدم طريق تجاري يربط مصر بالجنوب الأفريقي , وهو طريق درب الأربعين الذي كان نقطة التواصل التجارية في أربعين يوما.
وعاش الإنسان في هذه الواحة ومدنها منذ عصور ما قبل التاريخ وتدل علي ذلك آثار جبل الطير بالخارجة وكهف جاره بالفرافرة.
وفي العصور الفرعونية كانت الواحة من الأقاليم المهمة التي يحكمها فرعون مصرلكونها خط الدفاع الأول عن مصر من الناحيتين الجنوبية والغربية أما في عصر البطالمة كان للواحة دور مهم في ازدهار الزراعة,
وفي القرنين الثالث والرابع, فر إلي الواحة الكثير من المسيحيين الفارين من اضطهاد الرومان لعقيدتهم وعاشوا فيها بسلام وخلفوا لنا آثارا مهمة تتمثل في منطقة البجوات بالخارجة,
وتحتوي المحافظة علي جزء من تاريخ مصر القديم والمعابد الأثرية الرومانية والفرعونية والقبطية والإسلامية مثل معبد هيبس,ومقابر البجوات وقصر موت إضافة إلي المناطق العلاجية والعيون الكبريتية وسياحة السفاري وجوها النظيف الصحراوي ."